قصيدة الشاعر الجزائري رابح ظريف في مهرجان الصادقين (ع) الشعري السادس
وطني منحتك دمعتي قربانا
وذبحت حتى تهتدي الشريانا
آمنت أنك رائع.. فرسمت من
عطش الصحاري جنة وجنانا
لكنها احترقت وأنت تعد لي
تهم الحريق وتشعل النيرانا
لكنهم خطفوك من اعمارنا
قلّي بربك.. كيف انت الآنا
الشمس بعدك ما جرت بمدارها
والأرض بعدك لم تعد عنوانا
يا خاطفي وطني اعيدوا بعضه
فاليتم صار لأهله اوطانا
الجوع أصبح قوتهم والحزن منزلهم وكأس الموت صار دنانا
****
أحببتُه.. فاللَّيالي لا تسّلم لي بدرا أحبَّ إلى عينيَّ من مقلي
واشتقته.. فصباحاتي مؤجّلة
حتّى أراه.. ويصحو عنده أملي
بالغتُ في حبّه حتّى تهيّأ لي
أني اكتفيتُ.. ولكن قد تَهيّأ لي
هو النبيّ .. ولا أدري أتسبقُني
روحي لتلقاه عند الله أم جملي
****
من خمـــــر ذكـــرك تسكر الأكوابُ
وتفرُّ من أحـــداقها الأهـــــــدابُ
ويشـــدُّني للَّـــــيل كــــأس رائقٌ
ولمـــا تريدُ.. تـــردُّني أســــبابُ
من خــمر ذكرك كلُّ شيء نجمةٌ
صيفـــــيةٌ.. والجالســـــون سرابُ
أرقي بذكــــرك في سماء كلُّها
عنبٌ.. وكل رقــاتـــــها عـــنّابُ
أرقـــى وأنفاسي تسابق رغبتي
لنجــــوم رحمتك التي تنسابُ
علّي أعـــود.. وفي يديَّ مـثوبة
أو لا أعــود.. فتُـــفتح الأبْوابُ
من خمـرِ ذكـرك كلُّ تيهٍ معـبرٌ
ولأجـلِ تيــهك.. كـلِّ ذكٍر بابُ
عبــرتْ يداي النُّور فانْتمتا لهُ
وعبرتُ فانْتَسبَت ليَ الأنخابُ
وأتيـــتُ بابك يا محمَّد باكيًا
لما تمـــادى الدِّيُر والمحرابُ
****
زريابُ.. ما لك لا تفسّر دمعتي
للعين… حينَ رأيتها .. زريــابُ
أم أنّ هذا الليل يمسك حالتي
ويخافُ أن تتـــــــقطّع الأسبابُ
لوّحتُ للعطشى.. وعندي ماؤهم
وسكبته في الكفّ وهو سرابُ
وجلستُ قربَ الناسكين.. كأنّهم
ظلّي.. تفرّق فيهمُ المحرابُ
قلبي مع الملكوت متّصل بأحــ
ــمدَ والعيونُ مع الضياء حجابُ
النارُ تشربُ كأسها في الرّوح.
تســكرُ دمعتي.. تترنّح الأهدابُ
ينمو على شرفاتِ روحي ظلّه
وتضيء في مدن الفؤاد قبابُ
أرقى إليك .. ولا أحس بأنني
أعلو عليّ.. كأنني أنسابُ
لكأنّ هذا القلب حين سكنته
انتظمت به الدقّات وهو خرابُ