قصيدة الشاعر المصري الدكتور أحمد بلبولة في مهرجان الصادقين (ع) الشعري السادس

شكوى الفلاح الفصيح

لا أولا في هذه أو ثانيا

تبقى الحياة على الدوام كما هيا

فتحت علي كنوزها فدخلتها

وخرجت منها لا عليَّ ولا ليا

إن الجنان الخضر لم يخترنني

واخترتهن لكي أكون العاصيا

فدَّيتُ أرزتي الجميلة فاشترت

غيري وباعتني وكنت الشاريا

وصحبت ناسا لم يكن بجناحهم

ريش فلما صار طاروا عاليا

وحبكت من دمي القصيدة كي أرى

فيها أنا لا المستبد الطاغيا

وسلخت أياما كثارا عدها

عمري علي ولم تكن أياميا

***

من أيما أرض أتيتَ أقول من

مصر وأمسك دمعة بفؤاديا

خلفت من خلفي الحسين فما الذي

جعل الحسين هنا يسير أماميا

هل كربلاء غدت خريطتنا التي

يمشي عليها ابن العروبة حافيا

أنا محبط جدا فلا تتوقعوا

مني أكون مهذبا أو حانيا

غضبان أشكو أمتي لنبيها

وذويه والغضبان يبدو جافيا

***

لو كنت فلاحا فصيحا لم يكن

ملكي ليتركني لأبقى شاكيا

لكن عقدتي القديمة أعقبت

عطبا جديدا آخرا بلسانيا

ما إن وقفت بهم خطيبا مرة

ونصحتهم إلا وكنت الجانيا

ما خضت معركة أمام حشودهم

إلا انهزمت وكان خصمي الناجيا

إن الثعابين الجديدة لم تدع

أفعاي تلقف حبلهن الباليا

قدري أكون الثور داخل قصتي

ولسوف يأكل حنطتي جلاديا

لا يوسفا جئت البلاد ولم أسل

تأويل رؤياي السجين الغاليا

كم مرة فيها أثور لكي يعي

هذا المقيم بقصره أحزانيا

***

لو لم يكن حزني كبيرا لم أجئ

للطَّف أصرخ ما استطعت مناديا

مستحضرا ألم الحسين وكلما

زاد الأسى كان الحسين الشافيا

لولاه لم تكن المروءة سيرة

تتلى ولا وجد الضمير مداويا

متلفعا بسواده مترفعا

عن زاده يأتي المنية ظاميا

لا يرفع السيف انتقاما إنما

ليرى يزيدُ ابن النبي الفاديا

الصادق ابن الصادقين أبو الصوادق

جعفرا والعسكري الخافيا

الخالد ابن الخالدين أبو الخوالد

حين أحصيهم ولست الحاصيا

الوارث ابن الوارثين المورث

الهدي المثالي الرعيل التاليا

ابن الشهيد أبو الشهيد أخو الشهيد

إلخ.. لو سأل الرواة الراويا

من كرمة ما اجتثها من أصلها

حسد وجوشن لم يكن متوانيا

محفوظة بالله حافظة له

ما ظل إنسان عليها باقيا

***

من مصر لكن في العراق إقامتي

وإذا نفيت اخترت بيتا شاميا

آخى النبي على المسافة بيننا

لا كنت أوسيا ولا خزراجيا

أمما قصدنا الشمس بعد بزوغها

وطريقنا للشمس لم يك نائيا

تتقلب الأرض الصديقة تحتنا

وتقول مهلا لستم أبنائيا

حثوا الخطى ما شئتم لن تهبطوا

مصرا إذا لم تطردوا أعدائيا

وأشد معركة سيدخلها الفتى

تلك المسماة الغرام الذاتيا

ولقد تحدق أمة في نفسها

دهرا ولا تجد الجواب الكافيا

إن انتصار الورد لا في لونه

بل أن يصير الحب عطرا فاشيا

ما نيل مصر وما فرات عراقه

إن لم يكن هذا لذاك مواليا

ما أرز لبنان إذا ما لم يعد

بن ابن ذي يزن إليه يمانيا

***

إني أفتش خلف كل قصيدة

عربية عني وعن آبائيا

وأحبهم وأحب نفسي بعدهم

إن المحبة أن تكون الباديا

بالحب لا بالكره نأخذ حظنا

من هذه الدنيا التعيسة وافيا

ولسوف يذكرني أخي لو عضني

زمن ويشكر في الملمة نابيا

عربية يا أرض إسلامية

حسبي إذا انتسب العلا إسلاميا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى