المستشار ريتشر بعد لقائه السيد السيستاني: رسائل سماحته تدعو للاهتمام بضحايا داعش بغض النظر عن انتماءاتها الدينية والعرقية
بيان المستشار الخاص السيد كريستيان ريتشر بعد لقائه سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله):
النجف 19 كانون الأول/ديسمبر2022 – لقد حظيت أنا وفريقي بشرف عظيم وسعادة حقيقية لتواجدنا هنا وزيارة سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، حيث تكلّلت حفاوة الإستقبال في مدينة النجف الأشرف بسخاء سماحته وترحيبه بنا؛ وهو الرجل صاحب الإرث الذي لا يضاهى، والذي طالما بذل جهودا فذة لخدمة العراق وشعبه.
منذ إنشاء الفريق وحتى يومنا هذا، دأبنا على الاسترشاد بحكمة سماحته ودعمه لمساعينا وعملنا في خدمة العدالة والسعي نحو المساءلة لكافة الضحايا التأثرين بالجرائم الدولية التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق. وكانت رسائل سماحته التي تدعو للسلام والعدالة بمثابة تضميدا للجراح لبتي ألحقها تنظيم داعش بالشعب العراقي، فضلا عن كونها تشق الطريق للمضي قدما نحو تماسك العراق ووحدته، وهي أمور تأتي في صميم عملنا.
وتغمرنا مشاعر التواضع أمام اهتمام سماحته البالغ بمظالم كافّة مجتمعات الضحايا في العراق، بغض النظر عن انتماءاتها الدينية أو العرقية. وإن فريقي يعتنق ذات المبدأ في تنفيذ ولايتنا؛ والذي يقتضي بأن كافّة الضحايا على قدر متساو من الأهمية دون تسلسل هرمي. ونأمل من خلال عملنا أن نحذو نفس مسار سماحته في تحرّي الحقيقة ونفاذ العدالة والعمل نحو تعافي كافة المجتمعات المتأثرة التي عانت من الجرائم الدولية التي ارتكبها أفراد تنظيم داعش. كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفي بعض الحالات جرائم إبادة جماعية.
وكان لي الشرف أن أناقش مع سماحته التحقيقات التي يقوم بها فريقي وسعينا لتعزيز العدالة في العراق وأماكن أخرى في العالم. ولا يمكننا أن ننسى أبدا معاناة جميع المجتمعات المتضررة، أولئك الذين تحملوا الكثير من الألم والمآسي أثناء فترة سيطرة تنظيم داعش المظلمة، ذلك التنظيم الذي طالما كان سماحته رائدا في موقفه المشرف ازاءه.
أنا وفريقي نؤكد عميق التزامنا بمواصلة عملنا لضمان محاسبة أعضاء تنظيم داعش على الجرائم التي ارتكبوها ضد جميع المجتمعات المتضررة في العراق، بما في ذلك المجتمع الأيزيدي والشيعة والسنة والمسيحيين والكاكائيين والشبك والشيعة-التركمان. إن جرائم تنظيم داعش الدولية كانت تهدف إلى تدمير النسيج الإجتماعي المتنوع في العراق، وتراثه الثقافي الثري. وينبغي التحقيق في هذه الجرائم، وتحديد توصيفها القانوني، ومحاسبة مرتكبيها أمام المحاكم، وهذا هو جوهر مهمتنا في فريق التحقيق (يونيتاد).
وإن لي عظيم الامتنان لإتاحة هذه الفرصة للقاء سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، ولقد زادتني تشجيعا كلماته الحكيمة ونصائحه القيّمة. وأكرّر التزام فريقي المطلق بالسعي وراء الحقيقة والعدالة والمساءلة عن الجرائم الدولية البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق. وبمباركة سماحته، يحدوني اليوم شعور بالطمأنينة بأن مساعينا ستستمر في المضي قدما بثبات بالشراكة مع العراق، نحو تحقيق العدالة لضحايا تنظيم داعش من كافة المجتمعات المتضررة في العراق.