د. غسان سلامة
"السيد السيستاني شخصية حكيمة جداً وواقعية جداً وتتابع الأمور بدقة..."
وصف مساعد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق سابقاً الباحث اللبناني غسان سلامة، آية الله العظمى سماحة السيد السيستاني دام ظله بأنه شخصية حكيمة جداً وواقعية جداً وتتابع الامور بدقة، وهذا لا يعني ان لديه سيطرة على الناس الذين يتبعوه، بل له سلطة معنوية كبيرة جداً. وقال خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “بي بي سي”: “عندما اختلفنا مع الأمريكان حول موضوع صياغة الدستور، وكان رأينا ان الدستور لا يطبخ بطنجرة ضغط، واذا أردنا طبخه فيجب ان يكون الطباخ عراقياً ولا يمكن ان يتم ذلك في مكتب محاماة في نيويورك أو واشنطن ليكتبوا الدستور العراقي، وهذا الموقف الصريح عبّرنا عنه مع كل القيادات العراقية لكن الامريكان لم يسمعوا”. “ذهبنا انا وسيرجيو دي ميللو في زيارة في أواخر حزيران 2003 لسماحة السيد السيستاني في النجف، ولم يكن قد عبّر عن رأيه علناً بعد، فتفاجأنا، وكان يتكلم اللغة العربية فاستوقفته لاستوضح منه كي يفهم أيضاً زميلي سيرجيو، فقال لي: “اليوم نهار السبت أوصل للأمريكان ان أمامهم حتى الأربعاء فإن لم يعلنوا ان الدستور العراقي يجب ان يكتب بأيدي عراقية لعراقيين منتخبين من الشعب فإنني سأصدر فتوى بعدم شرعية هذا الدستور”. فقلت له: “ولكن سيدنا حتى الأربعاء فقط ستصدر فتوى والأمريكان أعدوا العدة وقاموا بتكليف مكاتب محاماة امريكية لإعداد الدستور”. فرد علي السيد: “لو اردت استطيع ان أقرأ لك نصها الآن” . سلامة الذي كان مستشار البعثة الدولية الى العراق عام 2003، قال “فتوى من آية الله السيستاني بموضوع متفجّر كهذا لا تنتظر دقيقة واحدة، بإعلام الأمريكيين بما ينتظرهم وينتظر العراق، إن قاموا بمثل هذه الحماقة!”. اجريت المقابلة على قناة “بي بي سي” في برنامج “المشهد” الذي تقدمه جيزيل خوري. موقع شفقنا الأربعاء 28-01-2015 *********** |
_ د. غسان سلامة: “السيد السيستاني رجل فاضل وحكيم…”
جاء في مقابلة لمعاون مبعوث الامم المتحدة في العراق، ووزير الثقافة اللبناني الاسبق، غسان سلامة، على قناة الجزيرة مع المذيع سامي كليب بتاريخ 14 – 01 – 2006 ما يلي:
غسان سلامة: …. السيد علي السيستاني رجل فاضل وحكيم ويعني كان له رأي لا يتعلق بهذه الأمور، كان يعني له رأي بأن.. ككل رجال الدين في كل الأديان أعتقد، هناك عند رجال الدين دائما هوس بالنصوص فبتعرف هم رجال الدين بالأساس الكتاب..
سامي كليب: النص طبعا.
غسان سلامة: إذا ما فيش كتاب ما فيش رجل دين ما فيش دين أساساً، فالسيد علي السيستاني ككل رجال الدين الكبار يعتبر النص أمر في غاية الأهمية فكان هاجسه منذ اليوم الأول للاحتلال بأن يكون هناك دستور لم يكن.. أنا صدقني عندما كنا نتحدث مع بريمر بالدستور كان يضحك، عارف بلد لا فيه أمن ولا فيه كهرباء ولا فيه بنزين ولا فيه كذا ولا فيه حتى من يمثل العراقيين دستور، عندما نتحدث مع العراقيين لم يكن أحد يذكر الدستور، ذهبنا لزيارة السيد علي السيستاني فكان الموضوع الوحيد..
سامي كليب: الدستور.
غسان سلامة: الدستور، فكنت في تلك المرة مع سيرجيو فقال لنا بالعربية أنا أريد دستور هذا مطلبي الوحيد ولكن أريد دستورا يكتبه عراقيون مُنتخبون من الشعب، هذا أمر كان باطل بالنسبة للأميركان، كان هناك عدة دساتير مكتوبة، كان هناك مكتب محاماة في واشنطن أخذ مالاً طائلاً من الأميركيان وكتب دستور للعراق وأنت تعلم أن فيليب حبيب يمكن اللبناني فيليب حبيب..
سامي كليب: طبعاً المبعوث الدولي على أيام الحريري.
غسان سلامة: فيليب حبيب اشتهر تعرف شو اشتهر بالدبلوماسية الأميركية كتب دستور فيتنام الجنوبية أيام الجنرال ويست مورلان كان مستشار سياسي الدستور وكتب هذا الأمر والجنرال مكارثر كتب الدستور الياباني يعني ناس كتبوا له الدستور الياباني في عادة وقت الاحتلال الأميركيان إنه يصدروا لك غير الماكدونالد والوجبات السريعة..
سامي كليب: دساتير.
غسان سلامة: دساتير فبالعراق كان في هذا المشروع جاء السيستاني قال لا، فأنا فهمت فوراً سيرجيو كان بحاجة لترجمة وكان معنا شاب فلسطيني كويس مروان يترجم لسيرجيو ما يقوله السيد السيستاني، فقال المترجم السيد السيستاني لسيرجيو السيد السيستاني يصر على أن يكون..
سامي كليب: الدستور العراقي.
غسان سلامة: الدستور العراقي..
سامي كليب: من قبل عراقيين منتخبين.
غسان سلامة: من قبل عراقيين، فأجابه سيرجيو من قبل عراقيين طبعاً هذا أفضل فتُرجم للسيستاني من قبل عراقيين فثارت ثائرته أنا لم أقل من قبل عراقيين، من قبل عراقيين منتخبين، فقلت له أنا فهمتك سيدي لا تخف وصلت الرسالة ثم أضاف بالمناسبة أنا سأصدر فتوى بهذا الموضوع بعد أيام وسأُحرم التعامل مع الاحتلال حتى يكون هناك أوف يعني.. فسألناه هل غير إعلام السيد الأمين العام يجب أن نُعلم الأميركيان بهذه الفتوى فقال نعم أنا لا أستقبلهم ولكن بإمكانكم أن تقولوا لهم أن هذا موقفي ولا عودة عنه، أنا أعتقد أن ما فرض على الأميركيان الدستور بكتابة.. بأيد عراقيين لديه مآخذ لا تعد ولا تحصى على هذا الدستور يعني أنا..
سامي كليب: خصوصاً أنك درسته بتمعن.
غسان سلامة: أعتقد أن هذا أن العراقيين يستحقون دستوراً آخر لكن من أصر على أن يكون هناك انتخابات لمجلس دستوري يُصيغ دستور وأن توضع مسألة الدستور في صدارة كل القضايا الأخرى هو السيد علي السيستاني، لذلك لم يكن يهتم كثيراً في موضوع مجلس الحكم يعني لم يكن البحث بهذا الموضوع بقدر ما كان في موضوع الدستور.