(الثقافة السيستانية) قبل أن تسقط الحلول !
رغبة شديدة تعصف بهذه الروح لتبسط أجنحتها في فضاء فسيح تتحرك في أزقته ملائكة الزهد والعلم لتضع رسائلها في صندوق بريد الكون لتفتح الرسالة وتعلن (انتصارالصمت) المقدس على ضجيج ودخان الانفعال مخاطباً العالم كل العالم من جوار البلاغة والرأي الحصيف لان القضية في العمق قضية عالمية لجهة الانسان والقداسة والمدن الفاضلة التي لم تدخلها الشياطين لان سكانها يحبون الصدق والزهد ولو عاشوا فقراءً على حدود الحرائق
١-في رسالة المرجع السيستاني الى الامين العام للامم المتحدة مجموعة من الرسائل والشفرات التي كتبت بعناية فائقة ومهارة اختيار لكلماتها التي كانت موجهة الى هدف خلفه مجموعة اهداف ليكتمل المشهد على صورة واقعية مكتظة بالانصاف وتحمّل المسؤولية
٢-(ان احدهم قام في مملكة السويد بالاعتداء على نسخة من القرآن الكريم وحرق بعض أوراقها) هذه هي معالم الجريمة
أ-ان احدهم (لم يذكر اسم الفاعل)في محاولة للعبور على الشخصنة وعدم إيلاء أهمية للحارق الذي من اهداف فعله الشهرة الافتراضية(الطشة)
وانما التركيز على الفعل(الجريمة) وملاحقتها وكذلك الترفع عن وصف (الفاعل) بصفات تكرس الشخصنة مثل ( المعتوه) او غيرها وكذلك يترك الباب مفتوحاً أملا بتوبة على نسمة أمل
ب-(بالاعتداء على نسخة من القرآن الكريم وحرق بعض أوراقها) وصف دقيق ومجرد للجريمة (الاعتداء) التي وقعت (على نسخة )وهنا كانت دقة التصوير الجنائي للجريمة حين حددها(نسخة) من القرآن الكريم
ج-(حرق بعض أوراقها)وهذا هو التحديد الجنائي للاعتداء (الجريمة)وبذلك تتكامل فصولها اي الجانب المادي للفعل الجرمي وقد تم عرضه بدقة وانصاف وانتفت الحاجة الى الشهود لأن الجريمة وقعت في مشهد عام تواترت الصور والمشاهد على نقله وكذلك توفر الاصرار على الفعل بعد التهيئة الاعلامية له والاقرار والتصريح بذلك
د-(بهدف الاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف)هذا هو الانعكاس المعنوي لجريمة الاعتداء على القران الكريم وهنا حصل الضرر الذي يبرر للمتضرر(العالم الاسلامي) ان يشتكي ويطالب برد ورفع الضرر عنه ومعاقبة الجاني
هـ-(وقد وقع نظير هذا التصرف المشين أكثر من مرة في بلدان مختلفة )وهذا التكرار الذي يستبطن وجود القصد المتعمد وكذلك يؤشر الى ظواهر(مخطط)للاساءة وتحويلها الى فعل عادي يتواطئ عليه فتحقق الجريمة أهدافها من الاساءة العامة في إسقاط الكتاب المقدس والحط من هيبته كمقدمة لإعتداءات متنوعة اخرى
وكذلك يشير (التكرار)الى مبررات الشكوى او الرسالة لان الموضوع انتقل من (عمل فرد)الى (عمل أفراد) و(متكرر) وفي مواطن متعددة
و –
(وقع بترخيص رسمي من الشرطة السويدية)ومن هنا دق جرس الانتباه للفعل الجنائي الذي وقع تحت عين السلطة الرسمية فأشر الى بداية التحول في الاعتداء من (انفعالي او معتوه ) لشخص الى اجراءات رسمية وترخيص لاقامة هذا المشهد ونقله ونشره الى العالم كله
ز-(يؤدي الى خلق بيئة مواتية لانتشار الافكار المتطرفة والممارسات الخاطئة)وهذا هو التشخيص الصائب لانعكاسات هذا الفعل وردود الفعل الطبيعية والمتوقعة له وبذلك تكتمل عناصر خلق البيئة المتطرفة ذات الممارسات الخاطئة وبذلك لايمكن ضبط رد الفعل لان الموضوع عام وتلقياته متنوعة وحسب قدرات التحمل والفهم والتعلق والانتماء (وللناس فيما يعشقون مذاهبُ)
ح-(ان المرجعية تبدي ادانتها واستنكارها لما وقع)وهذا أول رد وهو حق طبيعي لتثبيت الموقف مما حصل وعمل ثقافي وتبليغي يفرز الاعمال (الصحيحة والباطلة) ويدخل في صلب عمل الفقيه الذي يرجع اليه الناس في شؤونهم الخاصة والعامة
ط-(تطالب الامم المتحدة باتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكراره)وهذا هو منهج واقعي في الحد من هذه(الظاهرة) بمنع تكرار العمل باجراءات ملموسة لاتترك ثغرة يتسلل منها من يثير الفتنة والبغضاء بين الشعوب
ي-(ودفع الدول الى اعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها)وهذه نصيحة حريصة لتلك الدول من التنبه الى ان بعض تشريعاتهم يمكن استغلالها في هكذا اعمال ومن المصلحة لهم وللاخرين مراجعة هذه التشريعات بما يخدم الهدف السامي للسلام بين الاديان والشعوب
ك-(وتدعو الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين اتباع مختلف الاديان والاحترام المتبادل بين الجميع) وهنا يتم الانتقال الى الفعل الايجابي من تثبيت القيم التربوية وغرز السلم في قلوب وعقول الناشئة وتجنب مفردات وقيم البغض والكره والعدوان على الاخرين وكذلك وضع المحددات للسلوك الفردي والاجتماعي من تجاوزها تحت عناوين او (عنوانات) متعددة
٢-يجدر الاشارة الى ان (الثقافة السيستانية)يمكن اعتمادها في الاقتراب والتعامل مع الكثير من الازمات والمصاعب والمشكلات التي تواجه هذا العالم والاتكاء عليها في صناعة الحلول لبعدها الانساني والابوي الذي برهنته الايام في مفاصلها الخطرة
٣-ويبقى للبعد الروحي من هذه الثقافة تأثيراً اسطورياً يساهم في صناعة انسان(سلمي)ومستقر في أجواء القلق والتذبذب رغم ما يعانيه في حياته الخاصة من تعب ومعاناة في رحلة الكسب والنشاط اليومي وهنا تكمن قوة المشهد حينما (يعيش الانسان في المنزلق ولاينزلق) وتلك قصة مفتوحة النهايات من الجدير قراءتها كل يوم قبل ان تباشر السعي ليجعلك الله(مباركاً أينما كنت)
النائب عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية