توماس فريدمان

"أريد أن أرشح زعيم الشيعة الروحي في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني لجائزة نوبل، وأنا جاد بترشيحي..."

Journalist Thomas Friedman moderates a plenary session on strengthening market-based solutions during the Clinton Global Initiative in New York September 22, 2010. REUTERS/Lucas Jackson (UNITED STATES – Tags: POLITICS BUSINESS) – RTXSJ41

توماس فريدمان

كاتب وصحفي أمريكي متخصص بالشؤون الدولية بصحيفة نيويورك تايمز ورئيس تحرير سابق للصحيفة وتنشر مقالاته بعدة صحف عربية وسبق له الفوز بالعديد من الجوائر الصحفية ومنها جائزة بولتزر ولديه دراية واسعة بشؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي.

كتب الصحفي توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز، بتاريخ 20 مارس 2005، مقال تحت عنوان “جائزة نوبل للسيستاني”، والمقال المكتوب باللغة الانكليزية نشر باللغة العربية في صحيفة الشرق الاوسط في العدد الصادر بتاريخ 11 صفر 1426 الموافق 21 مارس 2005 وفي ما يلي بعض ما جاء فيه:

جائزة نوبل للسيستاني

مع اقترابنا من موسم منح جائزة نوبل للسلام أريد أن أرشح زعيم الشيعة الروحي في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني لميدالية هذه السنة. وأنا جاد بترشيحي.

…. وإذا تشكلت جذور لنوع ما من الديمقراطية في العراق فذلك يعود بالدرجة الأولى إلى توجيهات الزعيم الشيعي آية الله السيستاني. فهو الشخص الذي أصر على إجراء انتخابات مباشرة على مستوى العراق ككل ورفض الاقتراح الأميركي الأحمق بإجراء مؤتمرات شعبية محلية. كان آية الله السيستاني هو الذي أصر على إجراء الانتخابات رافضا أي تأجيل لها أمام تهديدات التمرد الفاشي ـ البعثي. وكان هو الذي أمر الشيعة بعدم الانتقام لمساعي البعثيين والأصوليين المتطرفين بدفع البلد إلى حرب أهلية عن طريق الهجوم على المساجد الشيعية وارتكاب القتل الجماعي ضد الشيعة.

….. وبقيامه بذلك ساعد على منح الشرعية لـ «سلطة الشعب» في منطقة لم تسمع يوما بشيء كهذا. ففي لبنان ومصر وفلسطين ـ حيث قالت حماس مؤخرا إنها ستشارك في الانتخابات البرلمانية ـ بدأ صندوق الاقتراع لا البندقية فقط يصبح مصدر الشرعية بين الناس. وكلا حزب الله وحماس بحاجة إلى البرهنة على ذلك من خلال المشاركة في الانتخابات لا العنف أنهما مؤهلان للحصول على حصة كبيرة في الحكم.

أما الشيء الثالث الذي قام به السيستاني والأكثر أهمية. فهو قد منح السياسة العربية تأويلا شرعيا وبراغماتيا للإسلام، وهذا يتمثل في قوله بأن الإسلام يجب أن يؤثر على السياسة والدستور لكن على رجال الدين ألا يحكموا.

ستكون عملية «الدمقرُط» في العالم العربي طويلة وتمر فوق مطبات كثيرة………. كيف يمكن لرجل بهذا الحس وبهذه الحكمة أن يظهر من وسط حطام العراق الذي سبّبه صدام حسين. أنا لن أعرف ذلك أبدا، لكن كل ما أستطيع القول هو أنني آمل أن يعيش حتى سن المائة والعشرين عاما وآمل أن يحصل هذا الرجل على جائزة نوبل.

 

الشرق الاوسط

21 – 03 – 2005

زر الذهاب إلى الأعلى