مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران
مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران
بين نفاسة التراث وعدم الاستفادة منه
أ. حامد الخفاف*
بحث مقدم الى مؤتمر المخطوطات العربية في إيران
تمهيد
تزخر مكتبات الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأعداد كبيرة من المخطوطات العربية النفيسة والنادرة، والتي تناولت شتى أصناف المعرفة الإنسانية، وموضوعات العلوم البحتة، وكل ما أفرزته الحضارة الإسلامية عبر قرون عديدة من علوم.
ومن هنا كان بحثي المتواضع عن “مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران [1]، بين نفاسة التراث وعدم الاستفادة منه”. ولا أقصد بمخطوطات اللغة العربية، المصنفات المكتوبة باللغة العربية، وإنما المؤلفات التي تناولت علوم اللغة العربية من نحو وصرف ومعاجم لغوية وعلوم غريب القرآن وغير ذلك. وأقصد بـ “نفاسة التراث وعـدم الاستفادة منه” أن كوكبة من المحققين العرب لم يستفيدوا من المخطوطات النفيسة في إيران عندما قاموا بتحقيق مجموعة من أهم مصادر اللغة العربية، إما لعدم معرفتهم بوجودها، أو لصعوبة الحصول عليها، وهذا ما سيوضح في تضاعيف البحث.
والذي حداني للكتابة في هذا الموضوع، هو محاولة الإشارة إلى وجود ثغرة كبيرة تفصل بين المحققين في العالم العربي والتراث العربي الموجود في مكتبات إيران، والسعي لتقصي أسباب ذلك، وصولاً إلى تقديم رؤية متواضعة تحتوي على مقدمات لردم هذه الثغرة.
أهمية النسخ المخطوطة الأصيلة في تحقيق النصوص
أجمع علماء مناهج تحقيق التراث بأن اختيار النسخة المخطوطة التي تعتمد أصلاً لتحقيق أي نص تراثي هي ركن أساسي، لا يمكن الاستغناء عنه أو التساهل فيه. لأنه من دونها لا يمكن الوصول إلى غاية منهج التحقيق، الذي عرف بأنه محاولة “تقديم النص إلى القارئ أقرب ما يكون لما تركه المؤلف”. ولست هنا في صدد الإسهاب في ذلك، خصوصاً وأن هذه المسألة هي من بديهيات منهج تحقيق المخطوطات وأولوياته، وأن محاضرات المستشرق الألماني برجاستر في نقد النصوص، ونتاج المرحوم الأستاذ عبد السلام هارون في تحقيق النصوص ونشرها، وآثار الدكتور صلاح الدين المنجد في قواعد تحقيق المخطوطات وغيرهم من رواد حركة إحياء التراث العربي، تؤكد حقائق المنهج وتوضح موازينه في انتخاب المخطوطة القديمة والتامة والمعارضة والمقابلة بنسخ أخرى.
وأكتفي هنا بنص الدكتور فرانتز روزنتال حيث يقول:
(وكان العالم المسلم يعلم أن هنالك مخطوطات أقرب إلى النص الأصيل من غيرها من المخطوطات. ولذلك كانوا يحرصون على الحصول على أوثق النسخ لاستنساخها، وكانت أعظم النسخ قيمة تلك التي كتبها المصنف نفسه وعليها توقيعه، ثم تأتي في الدرجة الثانية وتكاد تحل محل المخطوطة الموقعة، المخطوطة التي نسخها أحد طلاب المصنف كما سمعها منه إملاء في حلقة الدرس أو بإشراف المصنف نفسه، أو تلك التي يكون المصنف قد صححها وأجازها، وإذا لم يستطع المستنسخ الحصول على واحدة من هاتين المخطوطتين فإنه كان يسعى للحصول على نسخة من ذلك المصنف كتبها عالم شهير أو كانت في حوزة رجل عالم، أو كان قد تداولها أكثر من عالم واحد. فإن نسخة كهذه كان أحرى أن تكون موثقة النص. وكانوا يعدّون أن في قدم المخطوطة نوعاً من الضمان لصحتها واعتمادها) [2].
لذلك – وغيره – فإنَّه أي محقق يتساهل في اختيار النسخة المخطوطة الأم، لتقصير أو جهلٍ بمكانها، أو قلة في الإمكانات أو غير ذلك، فإن عمله مخدوش علمياً، وناقص تراثياً، وهذا ما لا خلاف عليه بين جميع التراثيين.
نماذج من كتب محققة لم تعتمد أصولاً مهمة
نشطت حركة إحياء التراث العربي منذ أوائل القرن الماضي، ووصلت إلى أوج ازدهارها في النصف الثاني منه، وإن كانت بداياتها قبل هذه التواريخ فحققت مئات المخطوطات، على اختلاف في مستويات التحقيق، وتراتيبه في الدرجات، فمن هاوٍ للتراث إلى محترف عاشق، أو طالب للدراسات العليا، وصولاً إلى ثلة نذرت نفسها حارسة لذخائر الأمة بعين لا تنام، ونفس لا يقاربها الكلل. وهم طبقة الرواد من المحققين الذي قدموا نماذجَ حضارية وراقية، وجهداً لا يخفى كعين الشمس، فكانوا ولا يزالون وسيبقون أسوة حسنة، في الغيرة على التراث، والحنو عليه، وتعاهده ورعايته.
وفيما يأتي بعض النماذج من كتب حققت من دون أن يلحظ محققوها نسخاً مهمة وأصيلة موجودة في المكتبات الإيرانية. ولا أريد هنا أن أقلل من جهود هؤلاء المحققين أو الإساءة إليهم – لا سمح الله -، وإنما القصد هو تدعيم البحث بمصاديق واقعية تؤهلنا لتسليط الضوء على مشكلة تراثية يجب أن نفكر جميعاً في إيجاد الحلول لها، وهي عدم استفادة المحققين في العالم العربي من المخطوطات العربية الموجودة في مكتبات إيران، وصعوبة الحصول عليها، أو فقدان الوسيلة إلى ذلك، وغيرها من الأمور.
1 -تاج اللغة وصحاح العربية:
تأليف: إسماعيل بن حماد الجوهري (393هـ)
ألف الجوهري معجمه سنة 383 هـ، وقد اشتهر بـ (الصحاح)، ويعدُّ من أهم المعاجم العربية وأقدمها، وعليه اعتمد جمع غفير من المعجميين العرب قديماً وحديثاً.
حققه الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، وصدر عن دار العلم للملايين في ستة أجزاء، وقد صدّره المحقق بمقدمة وافية وقيّمة.
اعتمد المحقق الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في تحقيقه للكتاب على مخطوطة شيخ الإسلام عارف حكمت في المدينة المنورة، ويعود تاريخـها إلى منتصف القـرن الخامـس الهجـري / الحادي عـشر الميـلادي، وقد وجدها في خزانة الأستاذ محمد خليل عناني من أهل مكة المكرمة [3].
ولم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى نسخ الكتاب النفيسة والمهمة الموجودة في مكتبات إيران، وسوف نذكر بعض هذه النسخ، وفق الضوابط والملاحظات الآتية:
أ – انتقينا من نسخ الصحاح الموجودة في مكتبات إيران، تلك التي يعود تاريخ نسخها إلى القرون الخامس والسادس والسابع فقط، وذلك لأنها المقصودة بالبحث.
ب – حاولنا الاقتصار – قدر الإمكان – على النسخ المؤرخة بالسنوات بشكل صريح، وإلا فإن هناك نسخاً كثيرةً قدّر مفهرسوها أنها تعود للقرون: الرابع والخامس والسادس، لكننا لم نذكرها في بحثنا.
جـ – هناك عشرات النسخ المهمة والخزائنية المنسوخة بخطوط أكابر العلماء في القرن الثامن والتاسع، موجودة في مكتبات إيران، لم تذكر فيما يأتي أيضاً لأنها خارجة عن مورد الحجة والدليل في البحث.
نماذج من نسخ كتاب الصحاح في مكتبات إيران :
1 – نسخة في مكتبة فاضل، رقم 68، كتبت في رجب سنة 462 هـ، كتبها محمد بن عباس السعدي ذكرت في فهرسها 5 / 51.
2 – نسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم، رقم 3562 كتبها أبو المجد المرتضى بن عبد الله بن علي الجعفري سنة 596 هـ، والخط نسخ مشكول والأبواب والعناوين بالخط الكوفي، من 286 ورقة وعليها إجازة السيد عز الدين علي بن ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي لكاتب النسخة ولأخيه رضي الدين محمد بن عبد الله بن علي الجعفري، تاريخها أواخر ربيع الآخر سنة 597.
3 – نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران رقم 9924 فرغ منها الكاتب ضحوة يوم الثلاثاء 2 رجب سنة 574 هـ بخط نسخي مشكول، وقابلها محمد بن أبي المحاسن بن الحسين الرمال مع نسخة مقروءة على المؤلف الجوهري وفرغ من المقابلة 13 محرم سنة 644 هـ، في 351 ورقة من النوع السمرقندي.
4 – نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران تحتوي على المجلد الثاني منه، رقم 41209، كتبَتْ سنة 580 هـ، في 266 ورقة.
5 – نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، رقم 5235 كتبها علي الغزنوي، بخط نسخ معرب، وفرغ منها في 7 شعبان عام 514، وعليها تملك مسعود بن محمد بن مسعود بن طاهر الطريشيتي، وقرأه ابنه شرف الأئمة مودود بن مسعود على أبي جعفر أحمد بن علي المقرئ البيهقي وعليها خطه بقراءته عليه، 213 ورقة، مكتوب عليها: قال ابن القطاع: في كتاب الصحاح عشرة آلاف بيت شاهد.
6 – نسخة في دار الكتب الوطنية في شيراز، رقم التسلسل 503 / 493 جو، كتبها عبد الوهاب ابن الحسين بن علي بن إبراهيم في بعض شهور سنة 580، بخط نسخي، 251 ورقة.
7 – نسخة في مكتبة محمد أمين الخونجي الخاصـة في طهران، من باب الخاء إلى (نعق) مكتوبة في أوائل القرن الخامس.
8 – نسخة في مكتبة فاضل، رقم 279، من (وتر) إلى نهاية صرف العين، كتبت سنة 656هـ، ذكرت في فهرسها 1 / 259.
9 – نسخة في مكتبة مدرسة النواب في مشهد، رقم 2 لغة، كتبت سنة 683هـ.
10 – نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، كتبت سنة 690 هـ بخط نسخي مشكول.
11 – نسخة في مكتبة محمد أمين الخونجي الخاصة في طهران كتبت في جمادى الثانية سنة 618.
45 – نسخة في مكتبـة ملك الأهليـة، النصف الثاني منه، رقم 355، بخط حسين بن حسين، كتبها في قم وفرغ منها في 6 جمادى الثانية سنة 659، على نسخة ابن الخشاب، وكانت مصححة على نسخة خط محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي، المنقولة عن نسخة الأصل بخط المؤلف وصححت أيضاً على نسخة صححها السيد ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن علي الراوندي، وكان عليها حواش له وتعاليقه، 373 ورقة.
13 – نسخة في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران، رقم 239 صدر، كتبت سنة 687، في 325 ورقة من النوع السمرقندي.
14 – نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران رقم 7838، كتبت سنة 680، بخط نسخ مشكول في 401 ورقة.
15 – نسخة في مكتبة الإمام الرضا ، كتبت سنة 638هـ، رقم 3729.
16 – نسخة أخرى في مكتبة الإمام الرضا ، كتبت سنة 655 هـ، رقم 6443.
17 – نسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم، رقم 1743، كتبها أبو محمد الحسن ابن يحيى بن الحسن بن الحسين العلوي الجواني الحسيني، وفرغ منها ليلة الاثنين 29 جمادى الأولى سنة 608 بخط نسخي مشكول، في 269 ورقة.
18 – نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران، رقم 917 ع، كتبها دولت شاه بن محمد بن علي النوش آبادي في بغداد، وفرغ منها سنة 681، في 388 ورقة.
19 – نسخة في مكتبة مجلس الشورى، رقم التسجيل 64725، كتبها علي بن الحسن بن أبي علي الشيرازي، سنة 689هـ، نسخة خزائنية قيّمة.
20 – نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، بخط نسخي مشكول رقم 6256، كتبت سنة 688.
21 – نسخة في مكتبة مجلس الشورى رقم 862، بخط نسخي مشكول، فرغ منها الكاتب في 11 صفر سنة 692، العناوين مكتوبة بالذهب في 398 ورقة.
22 – نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، رقم 1369 فرغ الكاتب منها في 10 ربيع الأول سنة 655، في 334 ورقة.
23 – نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران رقم 1895 وهو المجلد الخامس منه، من (صدع) إلى (عنق) في 166 ورقة، بخط أبي عمرو زكريا بن محمد بن محمود الكموني القزويني مؤلف كتاب آثار البلاد وكتاب عجائب المخلوقات، كتبها سنة 629.
24 – نسخة في مكتبة مدرسة النوّاب في مشهد، بخط علي بن محمد بن محمود الخوارزمي، كتبها بخطه النسخ المشكول، وفرغ منها سنة 683، في 247 ورقة، وعليها تملك جماعة من الأعلام والأدباء بخطوطهم، رقم 2 لغة.
25 – نسخة في مكتبة كليات الإلهيات في جامعة طهران رقم 288 ج، بخط سنجر بن عبد الله، فرغ منها 6 رمضان سنة 650 هـ.
26 – نسخة في مكتبة الخوانساري، رقم 129، كتبها محمد بن عباس السعدي، بخط نسخي جميل مشكول والعناوين بالحمرة، فرغ منها في رجب سنة 642، ثم قابلها أبو العباس أحمد بن عثمان بن عمر بن موسى الخابوري بعدة نسخ إحداها نسخة الصاحب كمال الدين بن العديم.
27 – نسخة في مكتبة الخوانساري، كتبها محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل بن الحسن بن موسى بن محمد الفساني الحمصي نقلاً عن نسخة بخط الشيخ أبي الفرج بن السعد الموصلي ووافق الفراغ منه في العشر الأواخر من شهر ربيع الآخر سنة 656 هـ.
2 – تهذيب اللغـة:
تأليف: أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (282 / 370 هـ).
تحقيق: عبد السلام هارون.
مراجعة: محمد علي النجار.
نشر: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر.
يعدُّ كتاب تهذيب اللغة للأزهري قمة تآليفه، وقد ألفه بعد بلوغه السبعين، ويعدُّ من أوثق المعاجم العربية، حتى قال عنه ابن منظور صاحب لسان العرب: (ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة …)[4].
يقول محقق الكتاب الأستاذ عبد السلام هارون تحت عنوان: (مخطوطات التهذيب): (تمكن الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار من أن يحصي من هذه المخطوطات تسعة عشر مخطوطاً منها 13 في تركيا، وثلاثة في مصر، وواحد في كل من الحجاز وسورية ولندن. ووصف هذه المخطوطات وصفاً موجزاً في كتابه مقدمة تهذيب اللغة [5].
والذي أمكن الانتفاع به في هذا الجزء الأول من التهذيب نسخ ثلاث.
ومن ناحية أخرى فإن الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار يقول في مقدمته لصحاح الجوهري عن كتاب تهذيب اللغة: (ومن هذا الكتاب في مكتبات العالم ثماني عشرة نسخة كما وصل إلى علمي) [7] ثم يعددها. ولم يذكر أية نسخة مخطوطة لكتاب تهذيب اللغة في مكتبات إيران. وهو يفضل نسخة المدينة المنورة على باقي النسخ، ويقول إنّها: (ممتازة وصحيحة وهي بخط ياقوت كتبها سنة 616هـ) [8]. علماً أن الأستاذ عبد السلام هارون يقرر غير ذلك، ويؤكد أنها منسوخة على نسخة ياقوت.
1 – بعد كل هذا نقول، إنَّ خزائن مكتبات إيران مليئة بنفائس مخطوطات كتاب (تهذيب اللغة للأزهري)، نذكر منها فيما يأتي إحدى عشرة نسخة:
2 – نسخة في مكتبة السيد الكلبايكاني العامة في قم، رقم 198، كتبها خلف بن يوسف النجفي بالخط النسـخي المشكول، وفرغ منها في 7 شعبان سنة 1105، في 188 ورقة، وعليها تملك العلامة المجلسي بخطه.
نسخة في مكتبة مدرسة سبهسالار، المجلد الخامس، رقم 61، في 389 ورقة بخط نسخي جيد.
3 / 4 – نسختان في مكتبة الإمام الرضا في مشهد، رقم 6253 و 6254، كتبهما أبو داود محمد بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني، وفرغ منهما في 15 محرم سنة 541، في 352 ورقة، وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، رقم الفيلم 28.
5 – نسخة في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران، رقم 57، وهو المجلد الأول فيه حرف العين بكامله حرف الحاء إلى الحاء مع القاف والفاء، كتبت في القرن التاسع، 410 ورقة.
المجلد الثاني فيها أيضاً، رقم 58، فيها بقية حرف الحاء ثم حرف الخاء بكامله، في425 ورقة.
المجلد الثالث فيها أيضاً، رقم 59، فيها بقية حرف الخاء ثم كتاب الغين والقاف والكاف، 525 ورقة.
مجلد فيها أيضاً، رقم 60، فيها كتاب الجيم وكتاب الشين وكتاب الصاد وقسم من كتاب السين، تاريخ الكتابة في سنة 575، والنسخة تبدو أجد من هذا، فلعله تاريخ النسخة المنقولة منها.
6 – نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، من نسخ القرن الخامس، في247 ورقة، رقم 201.
7 – نسخة: أخرى فيها أيضاً، من نسخ القرن الخامس، رقم 202.
8 – نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران، رقم 349 ع، كتبت سنة 1108.
9 – نسخة أخرى فيها، رقم 350 ع، كتبت سنة 1064، في 261 ورقة.
10 – نسخة أخرى فيها، رقم 365 ع، وهو المجلد الخامس من حرف الكاف إلى نهاية الصاد، 266 ورقة.
11 – نسخة أخرى فيها، رقم 366 ع، المجلد الرابع منه، 344 ورقة.
وتبزر من ناحية الأهمية، النسختان رقم 3 و 4 الموجودتان في مكتبة الإمام الرضا في مدينة مشهد، وهاتان النسختان أقدم من نسخة المدينة المنورة بخمس وسبعين سنة، على فرض صحة نسبتها لياقوت، وهذا ما لم يثبت. وكذلك النسختان رقم 6 و 7، الموجودتان في مكتبة جامعة طهران وهي من نسخ القرن الخامس.
3 – الغريبين في القرآن والحديث:
للعلامة أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي المتوفى سنة 401هـ.
تحقيق ودراسة: أحمد فريد المزيدي.
الطبعة الأولى 1999م، المكتبة العصرية، صيدا، ومكتبة نزار مصطفى الباز، السعودية.
اعتمد المحقق على ثلاث نسخ مخطوطة، وانتخب النسخة المصورة بمركز البحث العلمي وإحياء التراث بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، من مكتبات استانبول، وقال عنها: إنَّها جيدة في ثلاثة أجزاء، والناسخ هو: إبراهيم بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الحنفي الحسيني، ولم يذكر تاريخ النسخة. أما النسخة الثانية فهي من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (55 لغة تيمور) ويعود تاريخها إلى سنة تسع عشرة وستمئة [9].
بينما توجد في مكتبة السيد المرعشي في مدينة قم المشرفة نسخة مخطوطة نفيسة، فرغ منها الكاتب في 18 رمضان سنة 599 هـ، وهي برقم 3753.
وتوجد نسخة أخرى من المجلد الثاني من حرف الضاد إلى نهاية الكتاب في المكتبة المركزية لجامعة طهران رقم 1333 بخط أبي طاهر بن محمد بن محمد بن أبي طاهر بن عبد الواحد المعروف بالصفار، وقد فرغ منها في 20 ربيع الثاني سنة 593. وقال: (وانتسخته من نسخة عتيقة معارضة بنسخة مقروءة على مصنفه).
4 – الفائق في غريب الحديث:
للعلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري ت 538هـ.
تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم
نشر دار المعرفة، بيروت – الطبعة الثانية.
قال المحققان: وقد رجعنا في تحقيق هذه الطبعة إلى نسخة خطية بدار الكتب برقم 25 ش، وهي في مجلدين كبيرين …. كما رجعنا إلى مطبوعة الهند [10].
وقد قاما بمقابلة المخطوطة بالمطبوعة الهندية من أجل ضبط النص، ولم يذكروا أي وصف لمخطوطة دار الكتب.
بينما نرى في مكتبات إيران مخطوطات للفائق.
5 – غريب القرآن:
للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني، المتوفى سنة 330هـ.
دراسة وتحقيق: أحمد عبد القادر صلاحية.
الطبعة الأولى، دار طلاس، دمشق، 1993.
قام المحقق بدراسة وافية عن المؤلف والكتاب، وذكر أنه اعتمد على ثلاث مخطوطات قيّمة محفوظة في مكتبة الأسد، انتقاها من بين ثماني مخطوطات في دمشق وحلب.
أما النسخة التي اعتمدها أصلاً في التحقيق فهي نسخة المكتبة الأحمدية بحلب، وهي مصنفة برقم 13277، وهي نسخة قديمة ونفيسة من القرن الثامن الهجري – كما يقول المحقق – تم نسخها آخر نهار الاثنين التاسع عشر ذي الحجة الحرام سنة 740 [11] …. الخ.
بينما توجد عدة نسخ للكتاب في إيران، منها نسخة نفيسة في مكتبة مجلس الشورى، عليها تملك علي بن عطار بن مالك خلف بن خليل في سنة 536 هجرية، أي أن تاريخ التملك أقدم من النسخة التي اعتمد عليها المحقق بحدود مئتي عام. وبالإمكان مراجعة بقية النسـخ في الفصل الأخير من هذا البحث.
6 – معاني القرآن:
لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج المتوفى سنة 311هـ.
شرح وتحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي.
نشر: عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1988.
ذكر المحقق ست مخطوطات للكتاب بشكل مختصر وغير واضح، ولم يشر إلى تواريخ النسخ ومواصفاتها لكنه اعتمد على نسخة مصورة في دار الكتب المصرية، تفسير طلعت رقم 467 كأصل للتحقيق، من دون أن يذكر أي وصف لها.
بينما توجد نسخة نفيسة للكتاب في مكتبة مجلس الشورى رقم 6064، كتبت سنة 504هـ.
ما تقدم هو نماذج على سبيل المثال لا الحصر، ولو تتاح الفرصة أكثر لأسهبنا، ولكن المقصود هو تأكيد موضوع البحث، على أن ذلك يدفعنا إلى التنويه بجهود بعض المحققين الذين استطاعوا الوصول إلى كنوز التراث العربي في إيران والاستفادة منها.
نذكر مثالاً على ذلك ما قام به الدكتور حنيف بن حسـن القاسمي في تحقيقه لكتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن، لبيان الحق النيسابوري، والذي نال عليه شهادة الدكتوراه من جامعة أم القرى حيث اعتمد على أقدم نسخة للكتاب – كما رجح المحقق – وهي من مخطوطات القرن السادس، موجودة في مكتبة مجلس الشورى بطهران رقم (4240) [12].
وذلك الدكتور إبراهيم السامرائي في تحقيقه لكتاب المرصع لابن الأثير حيث اعتمد على نسخة مكتوبة بخط المؤلف محفوظة بمكتبة الإمام الرضا (ع) في مدينة مشهد وقد كتب على النسخة: (هذا الكتاب بخط مؤلفه ابن الأثير الجزري أحد الأخوة الثلاثة المعروفين بابن الأثير الجزري) [13].
مخطوطات نفيسة في مكتبات إيران
1 – المرصع
لابن الأثير، نسخة في مكتبة الإمام الرضا في مشهد، رقم 3692، نسخة الأصل بخط المؤلف.
2 – المغرب في ترتيب المعرب
للمطرزي، نسخة الأصل بخط المطرزي في مكتبة ملك الأهلية رقم 6057 فرغ من تأليفه في ثالث محرم سنة 602 في 293 ورقة، وتوجد نسخ مهمة أخرى من الكتاب في عدة مكتبات إيرانية.
3 – المصباح المنير
للفيومي أحمد بن محمد بن علي، نسخة في دار الكتب الوطنية في شيراز مكتبة فارس العامة ذكر في فهرسها 1 / 171، أنها نسخة الأصل بخط المؤلف، 393 ورقة، الرقم الخاص 194.
4 – مختصر كتاب العين
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب الاسكافي.
نسخة فريدة في مكتبة الإمام الرضا في مشهد، رقم 7346، كتبت سنة 383هـ جاء في نهايتها: تم مختصر كتاب العين بحمد الله ومنّه وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، كتبه في صفر وفرغ منه في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمئة.
5 – ضياء الحلوم في مختصر شمس العلوم
لأبي عبد الله محمد بن نشوان بن سعيد الحميري لخّص فيه كتاب أبيه. دورة كاملة منه، في ثلاثة مجلدات مكتوبة في القرن السادس في حياة المؤلف، وهي في المكتبة المركزية في جامعة طهران رقم 226 و227 و228، وكانت من كتب مكتبة شاه جارغ ابن الأمير تيمور الكوركاني، ثم انتقلت إلى الحجاز، ثم اشتريت في سنة 911، وأعيدت إلى إيران.
6 – تهذيب اللغة للأزهري:
7 – ديوان الأدب وميزان كلام العرب
لأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي المتوفى سنة 350 هـ خال الجوهري صاحب الصحاح.
8 – معاني القرآن للزجاج
نسخة في مكتبة مجلس الشورى، رقم 6064، كتبت سنة 504هـ.
9 – المقصور والممدود لابن دريد
نسخة في مكتبة الإمام الرضا في مشهد رقم 4384، كتبت سنة 618.
10 – الفائق في غريب الحديث
للزمخشري، فرغ منه في ربيع الثاني سنة 516 في طريق مكة.
11 – الغريبين لأبي عبيد الهروي
12 – غريب القرآن (نزهة القلوب)
للسجستاني محمد بن عزيز المتوفى سنة 330.
نسخة في مكتبة مجلس الشورى، عليها تملك علي بن عطار بن ملك خلف بن خليل في سنة 536.
13 – الفصيح لثعلب
نسخة في مكتبة ملك في طهران، ضمن المجموعة رقم 1240، رواية مهذب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم السلمي اللغوي قراءة عليه سنة 557، روايته عن أبي منصور الجواليقي قراءة عليه سنة 532.
14 – المثلث لمحمد بن جعفر القيراوي
نسخة في مكتبة الإمام الرضا في مشهد، رقم 3756، كتبت سنة 603.
15 – المثلثات لقطرب
نسخة في مدرسة نمازي في خوي. كتبت سنة 667هـ.
16 – فتيا فقيه العرب لابن فارس
نسخة في مكتبة الإمام الرضا كتبت سنة 617، رقم 4379.
17 – وجوه القرآن ونظائره
لأبي هلال العسكري في 29 باباً حسب حروف الهجاء.
نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، ضمن المجموعة رقم 5470، كتبها محمد بن حسن ابن محمد بن أحمد الحافظ الرهقي، في مدينة آبه، وفرغ منها في العشر الثالث من ربيع الأول سنة 547.
18 – تلخيص البيان في مجازات القرآن
للسيد الرضي ت (406هـ).
نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، ضمن المجموعة رقم 5471، كتبها محمد بن حسن ابن محمد بن أحمد الحافظ الرهقي في مدينة آبه، وقابلها مع نسخة السيد الإمام علم الهدى ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي في حياته سنة 564هـ.
19 – النهاية لابن الأثير
ألفه سنة 600 وبيّضه سنة 604
نسخة الجزء الرابع في مكتبة الإمام الرضا في مشهد رقم 3701، كتبت سنة 689.
20 – أساس البلاغة للزمخشري
21 – إيجاز الغرائب وإنجاز الرغائب
لأبي الفتوح عبد الرزاق بن علي البيهقي.
مخطوطة بخط مغربي مشكولة، تاريخها ربيع الأول سنة 608، في 254 ورقة في مكتبة السيد المرعشي، رقم 821، ذكرت في فهرسها 3 / 22.
22 – السامي في الأسامي للميداني
23 – التنبيه والإيضاح عما وقع في كتاب الصحاح
لابن بري محمد عبد الله بن عبد البر القدسي البصري نسخة الجزء الثالث منه في دار الكتب الوطنية في تبريز، كتبها عبد الله الفقير الحلبي، وفرغ منها في ذي الحجة سنة 686.
24 – شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ
المتن والشرح كلاهما لابن مالك نسخة قديمة بخط ابن العتايقي عند السيد محمود المرعشي، كتبها في المستنصرية في بغداد في 8 رجب سنة 734.
25 – العشرات
نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران رقم 1355، بخط محمد بن أحمد بن علي القضاعي، فرغ منها في 12 ربيع الأول سنة 760.
خاتمـة:
حاول البحث أن يكون واضحاً في عنوانه ومضمونه، فأشار في التمهيد إلى أهمية المخطوطات العربية الموجودة في مكتبات إيران، كماً وكيفاً، وشرح طبيعة البحث، وانتقل إلى بيان أهمية النسخ المخطوطة الأصيلة في تحقيق النصوص، ذاكراً باختصار شديد، لبديهية المسألة عند المحققين، ثم تطرق إلى نماذج من كتب محققة لم تعتمد أصولاً خطية مهمة زخرت بها المكتبات الإيرانية، وقد ذكرت تلك النماذج على سبيل المثال لا الحصر، ثم أفرد البحث فصلاً ذكر فيه بعض مخطوطات اللغة العربية النفيسة الموجودة في المكتبات الإيرانية.
أيها السادة… أيها التراثيـون
في عالم اختار (حوار الحضارات) عنواناً لألفيته الثالثة، في هذا العالم المتغير، الكبير الصغير، وأمام تحديات العولمة، تحدياتها الإيجابية والسلبية، يحز في أنفسنا أن محققاً في الغرب الإسلامي لا يستطيع الوصول إلى مخطوطة في الشرق الإسلامي والعكس صحيح. لا أدري هل أللسياسة دور في هذه القطيعة؟ ! أم لغياب التقانات الحديثة التي تختصر المسافات؟ أم هي تراكمات تاريخية؟ أو لقلة الهمة، ونقصان العزيمة؟ أم لكل تلك الأمور مجتمعة وغيرها، والضحية في ذلك كله هو (التراث)، مجد الأمة، وعنوان عزتها، وجذرها المتأصل.
أيها السادة الكرام:
أحاول – معكم – وكلكم من أهل الغيرة على التراث العربي الإسلامي، أن أتلمس خطوات عملية، أطرحها أمامكم، وكلي أمل، أن تشكل ورقة أولية، تستحضر مقترحات تؤدي إلى سد هذه الثغرة، وردم الهوة، بين التراثين في العالم الإسلامي.
بالإضافة إلى التقريب بين المحققين بما يوحد رؤاهم، ويضاعف خبراتهم، ويوثق تعاونهم، ويثري معلوماتهم. ويوضع لهذا الاتحاد نظام داخلي، تدوّنه لجان مختصة.
الهوامش
* مدير عام مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث – لبنان.
[1] (مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران) هذه الفقرة من عنوان بحثي، هو عنوان الكتاب الذي كان ينوي إصداره أستاذ المحققين وفقيد التراث العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله، قبل أن تفاجئه المنية، ولكن صدر كمقالة نشرت في موسوعة (المحقق الطباطبائي في ذكراه السنوية الأولى) الصادرة عن مؤسسة آل البيت لإحياء التراث في قم، إعداد اللجنة التحضيرية، الجزء الثاني من ص 505 – 592. ومن هذه المقالة استقيت أغلب معلوماتي عن المخطوطات العربية في مكتبات إيران.
[2] مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، الدكتور فرانتز روزنتال: ص63.
[3] راجع تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري ج1 / 23، دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة 1987.
[4] لسان العرب ج1 / ص11، دار المعارف، مصر.
[5] تهذيب اللغة ج1 / ص31، بتصرف.
[6] المصدر نفسه.
[7] مقدمة الصحاح ص86.
[8] مقدمة الصحاح ص86.
[9] الغريبين في القرآن والحديث ص19.
[10] الفائق ص5.
[11] غريب القرآن ص83 وما بعدها.
[12] إيجاز البيان ج1 / ص42، نشر دار الغرب الإسلامي – بيروت.
[13] المرصع ص14، دار الجيل، بيروت.